تابعنا بأسف واستغراب التصريحات الصادرة عن [مسنشار مؤسسة ميد أور الإيطالية]، والتي وصفت مكونًا أصيلًا من مكونات الشعب الليبي، وهم الطوارق في الجنوب الليبي، بـ”المرتزقة”. دون سند او دليل وأريد أن أوضح بهذا الشأن ما يلي:
أولًا، إن الطوارق هم جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والتاريخي الليبي، وهم مواطنون ليبيون أصيلون يعيشون في الجنوب منذ قرون، ولهم دور معروف في التاريخ الليبي، سواء في مقاومة الاستعمار أو في بناء الدولة الحديثة واستخدام مؤسسة مثل هذه الأوصاف ضد مكون ليبي بعينه يجب ان يكون محل شجب واستنكار علي المستويين الرسمي والشعبي نظرا لمساسه بثوابت الشعب الليبي لا أن يتم التعاطي معها لتصفية حسابات بين الأطراف السياسية.
ثانيًا، إن استخدام مصطلح “مرتزقة” في وصف جماعة سكانية كاملة يُعدّ إساءة مباشرة، وتوصيفًا عنصريًا مرفوضًا، لا يستند إلى أي أساس قانوني أو واقعي، ويهدد وحدة المجتمع الليبي، ويغذي خطاب الكراهية والتمييز.
ثالثًا، نُذكّر بأن القانون الدولي، ومبادئ حقوق الإنسان، ترفض التعميمات العنصرية التي تصف شعوبًا أو مكونات اجتماعية بأوصاف مهينة أو مشينة. ومثل هذا الخطاب يُعدّ مخالفًا لأبسط المعايير الأخلاقية والمهنية.
إننا نطالب[ دانييلي روفينيتي ] بسحب هذا التصريح فورًا، وتقديم اعتذار علني للطوارق في ليبيا، وتصحيح هذا الخطاب المسيء، والالتزام في المستقبل باحترام سيادة الدول، وكرامة شعوبها، دون تحامل أو أحكام مسبقة.
ختامًا، نؤكد أن ليبيا لا يمكن أن تُبنى إلا بجميع أبنائها، ومن دون إقصاء أو تشويه، وأن الجنوب الليبي – بكل مكوناته – سيظل جزءًا أساسيًا من وحدة ليبيا وهويتها الوطنية.
بقلم : د. حسين الأنصاري