في عام 1968 كتب أحد الصحفيين العرب بمجلة العربي الكويتية يحذر من فلسطين جديدة في منطقة المغرب العربي وتحديدا في بلد المليون شاعر عندما لاحظ عبور الأفارقة من السنغال ومالي وغامبيا وساحل العاج إلى موريتانيا وحصولهم على الجنسية وتحويلهم الى مواطنين فرنكفونيين يطالبون بحقوقهم وليس لديهم أي واجبات أو إلتزامات يحاربون اللغة العربية ويصنعون الأزمات .
والان يجري مخطط أجنبي لتشجيع تجميع قوميات بعينها منتشرة في عدة دول افريقية في موريتانيا على طريقة الإستيطان اليهودي في فلسطين ويشترك في هذا المخطط لوبيات داخل بعض المنظمات الدولية ضمن صفقات تُعقد مع منظمات غير حكومية تمثل ـ في كثير من الأحيان ـ أذرع ناعمة لطابور خامس، لا يخفي انحيازه لمصالح خارجية و تبنيه "للعرب فوبيا" و تختار هذه اللوبيات أغلب عمالها من تلك القوميات ويحاولون جعل أغلبية المسيرين لملف اللجوء والهجرة منها وتسعى لتوطين أبناء تلك القوميات لجعلهم أغلبية تعاني اضطهاد ويجب تمكينها .
هل علينا أن ننتظر حتى نُفاجأ في يوم ما بأن ميزان القوى السكانية قد اختلّ، وأن القرار السيادي الوطني لم يعد في أيدينا؟
هل أصبحنا ـ في نظر الغرب ـ الحلقة الأضعف التي يُراد تفجيرها ديمغرافيًا لتغيير تركيبة المنطقة المغاربية؟ نكبة في الشرق الاوسط و أخرى في المغرب العربي .
علينا كمواطنين العمل مع السلطات الأمنية على مكافحة الهجرة غير النظامية وحماية البلاد من الأخطار الداخلية و الخارجية .
وندعوا السياسيين والإعلاميين و المؤثرين الوطنيين لدعم السكينة والسلم الأهلي وعدم السماح للعنصريين والمتواطئين مع المخططات الأجنبية الخبيثة بأن يصبحوا ترندات أو موضع إهتمام و التصدي لهذه المخططات والتعاون مع السلطات الأمنية في وأدها في مهدها .
لقد بات ملف الهجرة ـ بكل تعقيداته ـ محور قلق وطني متنامٍي، ليس من باب كراهية الأجانب أو العنصرية أو الانغلاق، بل من باب الغيرة على الكيان الوطني، وعلى الأمن القومي الذي لم يعد يحتمل التخاذل أو اللامبالات.
نحن نتحدث اليوم عن مئات الآلاف من المهاجرين غير النظاميين الذين تسللوا إلى البلاد، بالتزامن مع تضاعف أعداد اللاجئين الماليين الفارين من جحيم الحرب بين حكومة مالي المدعومة بمرتزقة فاغنر ضد الحركات الازوادية ويبلغ تعدادهم حوالي ( 130 ألفًا )فى مخيم امبره أما خارج المخيم فى المدن والقرى (100ألف )هذا فى مقاطعة باسكنو فقط فضلًا عن 330 ألف سنغالي ناهيك عن جنسيات متعددة أخرى والتى تقدر بأعداد كبيرة فوق التى ذكرناها.
نحن ندعم حقوق اللاجئين الذين يعانون مأساة حقيقية وتستضيفهم المجتمعات المحلية التي تتضامن مع محنتهم وتتقاسم معهم القليل الموجود و نبذل جهود لتنمية المجتمعات المحلية المستضيفة لهم و في المقابل ندعوا للتصدي بحزم للمهاجرين غير الشرعيين الذين يشكلون خطر التغيير الديمغرافي ويخدمون مخططات أجنبية كل هذا يحدث في بلد لا يتجاوز تعداد سكانه الخمسة ملايين نسمة، ويعاني أصلًا من هشاشة في التعايش الاثني وتفاوتات إجتماعية حادّة.
إن حكومة موريتانيا وعلى لسان أكثر من مسؤول سامي تؤكد أنها تنتهج مقاربة هجرة تحمي أمنها القومي وليست حارس حدود لمصالح أوروبا وأن سياستها تكمن في التوفيق بين نهج البلاد في حماية حقوق اللاجىين وفق القوانين الدولية و تعزيز مكانتها الدبلوماسية الإقليمية و بين التصدى بشكل استباقي لمخططات الاستيطان غير الشرعية التي تحمل عواقب وخيمة.
عبد الله ولد سيدي
التسميات
تدوينات