العالم تم توزيعه!!

الكبار يديرون العالم بوحشية  تفوق قوة الخيال و يتقاسمونه كما يتقاسم النخاسون العبيد بينهم. اتضح أن الانقلاب الفجائي و المريب  في الموقف الأمريكي من الملف الأوكراني خاصة  و من أوروبا عامة لصالح روسيا كان ضمن مقايضة جهنمية مع الصين و روسيا. فلمصلحة روسيا ضحت أمريكا بأوكرانيا و أوروبا مقابل تضحية روسيا بالنظامين السوري و الإيراني.. و قد تكون أمريكا حصلت على " ملكية" الشرق الأوسط برمته، مقابل تمليك روسيا لأوروبا بشحمها و لحمها... أما الصين  فقد تكون حصلت على تايوان و فتح الأسواق العالمية جميعا أمام منتجاتها  الاقتصادية و التقنية و العسكرية ، دون أي مضايقات من أية جهة عالمية! 
طبعا، هذا مجرد تحليل، لكن لا يخامرني شك أن  ثمة تفاهمات دولية بين هؤلاء الديناصورات  بموجبها ستكون كل دولة، كل شعب في هذا العالم ،  شاء أم أبى بات  " ملكية" لإحدى هذه القوى المتجبرة  ... تماما كما كان ملاك العبيد يتقاسمون في ما ببنهم تركتهم من العبيد، و العبيد  لا يعلمون إلا بعد الدخول في مرحلة تنفيذ الاتفاق، فيأخذ  (ا)فلانا و فلانة ، و يأخذ (ب)  فلانا و فلانة.. و يأخذ (ج)  فلانا و فلانة... و قد يشتركون في ملكية بعضهم بالتداول السنوي المتساوي  بينهم :  أربعة أشهر في خدمة هذا، و أربعة أشهر في خدمة ذاك.. و خدمة أربعة أشهر في خدمة الثالث... في دورة امتهان إنساني جهنمي... 
و السؤال الذي أصبح مطروحا: ترى،  لمن تم تمليكنا ، نحن الأفارقة، هل لروسيا أم للصين أم لأمريكا !!! بمعنى آخر  لمن أصبحنا عبيدا له في هذا العالم...

محمد الكوري العربي
أحدث أقدم

نموذج الاتصال