من الذي رفض اتفاق الجزائر؟ ومن الذي انقلب عليه؟

 


يُقال إن الحركات الأزوادية رفضت اتفاق الجزائر ثم عادت تتباكى عليه، لكن الحقيقة مختلفة تماماً.

عندما طُرح الاتفاق في عام 2015م، لم ترفضه الحركات الأزوادية، بل طلبت تعديلات لأنه لم يكن واضحاً في ضمان حق سكان أقليم أزواد في إدارة شؤونهم وهويتهم السياسية. 

ولهذا السبب لم توقع في البداية.

لكنها بعد مشاورات جديدة وضمانات إضافية، وقّعت رسمياً على الاتفاق لاحقا ، وأعلنت التزامها بخيار السلام.

منذ ذلك الوقت، لم تتراجع الحركات عن الاتفاق، بل دافعت عنه، رغم المماطلة والتجاهل الذي واجهته من السلطات المالية.

أما من انقلب فعلياً على الاتفاق، فهو من استولى على الحكم بعد الانقلاب، فقام بتعطيل البنود وطرد الجهات الدولية التي كانت تراقب التنفيذ، ثم أعلن إلغاء الاتفاق من طرف واحد عام 2024م، وهاجم الوساطة التي رعته.

لهذا، فإن تمسك الأزواديين اليوم باتفاق الجزائر ليس تناقضاً ولا ضعفاً، بل هو تمسك بخيار السلام الحقيقي، وبوثيقة وقعت برضا الجميع، لا يمكن إلغاؤها بالانقلاب أو القوة.

اتفاق الجزائر كان فرصة لحل سياسي عادل، ومن أضاعها هو من سعى للحرب، لا من دعا للسلام.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال