الخمر والنساء والعرافين… خيانة


سبق أن كتبت محذرا من استسلام العقول العربية لبعض العرافين والمنجمين والإعلاميين الذين شاعوا من خلال شاشات التلفزيونات ومواقع التواصل وأشاعوا بين الناس ما يتلقونه من أجهزة مخابرات معادية للعروبة الإسلام من فزع في النفوس وتضخيم لقدرات إسرائيل بالشكل الذي يؤدي بهم إلى التسليم بما تفعله في المنطقة كأنه حقائق ثابتة، وبالتالي الإستسلام كالنعاج لذابحيها ، مؤخرا زادت أعداد هؤلاء العملاء ( المتنبؤن والدجالون ) بشكل كبير جدا ومعهم بعض مدعي التخصص في دراسات الأديان والإعلاميين ومنهم توفيق عكاشة !! ، وصار كل هؤلاء يتحدثون عن توسع إسرائيل وأنها ستحتل سوريا والعراق والاردن ولبنان وسيناء والسعودية لتقيم " إسرائيل الكبرى " ولكنني بعد رصد وتدقيق أقوال هؤلاء ، وإخضاع كل مايقولونه لقواعد البحث المنهجي التاريخي والتأصيل العلمي توصلت إلى أنهم كلهم يرددون نفس الكلام كل على طريقته مما يؤكد أنهم ، إما عملاء ، أو يبحثون عن الشهرة ، وجميعهم - وأغلبهم مسلمون للأسف الشديد - يسردون لنا الخطط التلمودية والأفكار الشيطانية.. و يعتمدون أيضا على ما ورد في سفر أشعياء ، ويروجون له ، والهدف هو هندسة العقول بالوهم الاسرائيلي والتوسع في أراضي العرب وإشاعة الخوف ثم القبول الإستسلامي لما تفعله ، ورغم أن أغلب هؤلاء مسلمون ويؤمنون بأن هناك تحريفا في الكتب السماوية ، ويتحدثون كثيرا حول هذا التحريف ، لكنهم للأسف عند الحديث حول هذه الترهات وضلالات الأوهام تجدهم يصدقون ثم يروجونها ، وهو عكس حقيقة الواقع وصيرورة التاريخ ومسارات الأحداث ، لأن إسرائيل في الواقع تنهار حاليا، ويحاول نتنياهو القفز على أزماتها وأزماته هو شخصيا بالحديث حول وهم التوسع ، وهو ما لن يحدث أبدا ، لأن هذا الوهم عكس منطق التاريخ وحقائق الواقع والوقائع ، ولو كان قابلا للتحقق لأقدموا على فعله في الثمانينات عندما كان العرب أكثر تخلفا وفقرا وإنهيارا وتشرذما ، وكانت مصر خارج المعادلة بسسب المقاطعة وضعف إقتصادها وتدني مستويات الخدمة عكس الآن، ولهذا بدأ نتنياهو في هذيان ماقبل السقوط مستغلا "الجعجاع الأمريكي " ترامب الذي يقوم الآن بالدور الرئيسي في تفكيك أمريكا ، التي ستكون العوامل الداخلية بمثابة " دابة الأرض" ... ﴿ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ﴾ ، و الجن هنا هم الأعراب الذين أرتموا في أحضان إسرائيل ظنا أنها ستحميهم هي وأمريكا ، ولم يقرأوا التاريخ ، فلا وقت لديهم إلا للخيانات والنساء والخمر والسحر ، ولذلك لم يفهموا منذ بداية "مؤامرة 7 أكتوبر " أن صلابة مصر وقوتها ووطنية جيشها وموقف رئيسها لن يسمح بنفاذ هدف المخطط وهو التهجير ...".


بقلم: د. أيمن السيسي


أحدث أقدم

نموذج الاتصال