في هذا اليوم الذي يرفع فيه الشعب المالي ذكرى الاستقلال، نتوجه بالتحية الصادقة لكل أبناء الشعب المالي، مع إدراكنا أن الاستقلال الذي تحقق بالأمس لم يكتمل بعد.
فمالي التي خرجت من الاستعمار الفرنسي، بقيت لسنوات طويلة تحت وصاية فرنسية غير معلنة، والآن تجد نفسها تحت وصاية جديدة عبر النفوذ الروسي والمرتزقة الذين جاؤوا بوعود الأمن، لكنهم لم يتركوا سوى الانتهاكات والدماء، خاصة في الشمال بإقليم أزواد وفي وسط البلاد. فأي استقلال هذا إذا كانت الوصاية لم تنتهي؟
لقد دفع الشعب المالي ثمناً باهظاً من تاريخه وثرواته، بينما ضاعت حقوقه بين فساد النخب وفشل الأنظمة، وجاء المجلس العسكري ليزيد الجراح عمقاً بدل أن يفتح باباً للحل.
إن التحدي الأكبر اليوم ليس في رفع الأعلام أو ترديد الشعارات، بل في بناء دولة حرة وعادلة تُنهي التبعية، وتضع حداً للفساد والانتهاكات، وتعيد القرار لأصحابه الحقيقيين.
ذلك هو الاستقلال الحقيقي، أما ما عدا ذلك فليس سوى انتقال من استعمار إلى آخر.
بقلم : عبدالجليل الأنصاري