من المتوقع أن يصل المبعوث الأميركي مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط إلى ليبيا في ،زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول رفيع من إدارة ترامب منذ عودة الأخيرة إلى السلطة.
وتشمل الزيارة العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي، حيث من المقرر أن يلتقي في طرابلس رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وفي بنغازي، سيلتقي باللواء خليفة حفتر. ووفق معلومات أدلت بها مصادر دبلوماسية ليبية، حكومية وأخرى مقربة من المجلس الرئاسي ، فإن مباحثات بولس في طرابلس ستتناول ملفين أساسيين، أولهما الملف السياسي وارتباطه بالتعثر الذي تشهده العملية السياسية ومحاولات البعثة الأممية في ليبيا لكسر الجمود عبر تقريب وجهات النظر والدفع نحو إجراء الانتخابات الوطنية المؤجلة، وثانيهما الملف الاقتصادي، حيث ستركز المباحثات على قضية النفط بشكل أساسي، ولا سيما تصديره بشكل منتظم عبر المؤسسة الوطنية للنفط، باعتبارها الإطار القانوني والشرعي الوحيد لإدارة الثروة النفطية الليبية.
ويتوقع ان تتطرق النقاشات إلى قضايا حساسة أخرى، في مقدمتها توازن العلاقات الخارجية الليبية، وسط قلق أميركي من تنامي العلاقات العسكرية بين حفتر وموسكو، وكذا الاتصالات المتزايدة بين حكومة طرابلس وبعض العواصم الأوروبية. وبحسب ذات المصادر، فإن الزيارة التي كان مقررا أن تتم في منتصف يونيو/حزيران الماضي، تأجلت الى الغد لإفساح المجال أمام البعثة الأممية لاستكمال مشاوراتها التي بدأتها وقتها مع الأطراف الليبية حول خريطة طريق جديدة طرحتها في العشرين من مايو/أيار.
من جهة أخرى تجري زيارة بولس في ظل غموض إدارة ترامب تجاه ليبيا، فعلى الرغم من المواقف الأميركية الثابتة في ملف مكافحة الإرهاب ورفض التمدد الروسي، إلا أن ترامب لم يبد وضوحا في موقع الملف الليبي في سلم أولويات سياساته، كما أنه اصدر قرارات بشأن ليبيا مثل فرض قيود على منح التأشيرات الأميركية على الليبيين، وتمديد حالة الطوارئ الأميركية المتعلقة بليبيا باعتبارها تمثل تهديدا للأمن القومي.