أنا ناشط أزوادي، ومثل كثير من أبناء هذه الأرض، أحمل في قلبي همّا كبيراً تجاه ما تعيشه منطقتنا من معاناة طويلة، وظلم تاريخي لم يُعالج بعد.
طرحي اليوم ليس تراجعاً عن حق، ولا تخلياً عن كرامة، بل هو اجتهاد نابع من رغبة حقيقية في تحقيق العدالة، وإعادة التوازن، وتمكين الشعوب من إدارة شؤونها بكرامة وسيادة حقيقية.
الفكرة التي أقدمها لا تعني التنازل عن المطالب الأصيلة، بل هي محاولة لتصوّر حل واقعي يُنقذ ما يمكن إنقاذه، ويمنح كل طرف حقه المشروع، ضمن نظام جديد عادل لا يُقصي أحداً ولا يُكرّس التبعية لأي جهة.
هذه ليست دعوة للاعتراف بواقع مرفوض، بل دعوة لبناء واقع جديد، يقوم على الشراكة والعدالة والاعتراف المتبادل.
• الفكرة:
تقوم الفكرة على إعادة بناء الدولة في مالي بشكل عادل وشامل، من خلال تقسيم البلاد إلى ثلاثة أقاليم رئيسية:
1- إقليم #أزواد في الشمال
2- إقليم #ماسينا في الوسط
3- إقليم الجنوب ويشمل العاصمة #باماكو ومحيطها
كل إقليم يدير شؤونه بنفسه : سياسياً، أمنياً، إقتصادياً وخدمياً، مع احترام وحدة الإقليم الجغرافية، وحق أبنائه في انتخاب ممثليهم وإدارة مواردهم.
ويُنشأ في كل إقليم مطار دولي وإدارة مستقلة، ومؤسسات تعليمية وصحية وخدمية، تكفل للناس حقوقهم وتقرّب الدولة من المواطن.
• مجلس رئاسي متوازن:
بدلاً من رئيس واحد يقرّر مصير البلاد بمفرده، تُؤسّس هيئة رئاسية ثلاثية تتكوّن من:
• رئيس
• نائب للرئيس
• ونائب ثاني
وكلهم يُنتخبون عبر صناديق الاقتراع، ويمثّلون الأقاليم الثلاثة بالتساوي، حتى يشعر كل شعب أن له صوتًا وهيبة في القرار الوطني.
• لماذا هذه الفكرة مهمة؟
• لأنها تُعيد الثقة المفقودة بين المكونات.
• وتنهي احتكار السلطة والثروة من طرف واحد.
• وتضمن التمثيل العادل لكل شعب ومجموعة.
• وتُمهّد لحل جذري بعيدًا عن الحرب والانفصال المفروض بالقوة.
إذا كنا نؤمن بحق كل شعب في الكرامة، فلنعط كل جهة حقها في إدارة شؤونها بعدل وشراكة حقيقية.
ربما لا يتفق الجميع على التفاصيل، لكن الأهم أن نبدأ النقاش الجاد حول حلول حقيقية، تحفظ الكرامة، وتوقف النزيف، وتُعيد الأمل للناس.
بقلم : عبدالجليل الأنصاري