حين نختلف في المواقف ولا نفقد الإحترام


من خلال تجربتي الشخصية ولقاءاتي المباشرة مع بعض المسؤولين الماليين، عشت مواقف إنسانية لا تُنسى، لأن التعامل فيها كان قائماً على الاحترام، وليس على المناصب أو السياسة.

أتذكر جيداً لقائي بالوزير "موسى آغ الطاهر"، وزير الجالية المالية في الخارج، عندما كان يشغل منصب وزير الشباب والرياضة. رافقته في زيارته الرسمية في دولة قطر منذ لحظة وصوله إلى الفندق وحتى اجتماعاته الرسمية. كان تعامل الوزير معي بكل احترام وتقدير، وكلفني بتغطية الزيارة إعلامياً، وكان ذلك موقفاً أقدره له إلى اليوم. رغم أنني أعارض النظام الذي ينتمي إليه، إلا أن هذا لا يمنعني من احترامه والاعتراف بأدائه الجيد في عمله.

كما التقيت برئيس الوزراء السابق "شوغيل كوكالا مايغا"، وكان بسيطاً في حديثه، بدأ هو بالكلام معي، واستمع لما قلته عن أهمية التعايش بين كل مكونات الشعب المالي، من شماله إلى جنوبه، من أزواد إلى باقي الأقاليم. تحدثت إليه بصراحة، وتمنيت أن نرى مالي موحدة وعادلة لا تفرق بين أبنائها.

ولقيت أيضاً وزير الخارجية "عبدالله ديوب"، بعد أن تعرضت أنا لحادث سير. بادرني بالدعاء والتمنيات بالشفاء، وكانت كلماته طيبة وصادقة، وفيها إنسانية لا تُنسى.

أنا لا أهاجم الأشخاص لأنهم في مناصب حكومية، ولا أرفض كل من يعمل في الدولة. موقفي واضح : أعارض السياسات الظالمة، لا الأشخاص المحترمين. ولهذا، فإن احترامي لهؤلاء الوزراء لا يلغي موقفي من النظام الحاكم الذي اختار الحرب بدل الحوار، وجلب المرتزقة بدل أن يستمع لمطالب أبناء الشمال.

أنا مع من يسعى للسلام، ومع من يحترم كرامة الإنسان، وضد من يرى في السلاح حلاً، أو يجعل من أرضنا ساحة للصراع.

ما أؤمن به لا علاقة له بالسلطة أو السياسة، بل بالعدالة والوفاء لأهلي وناسي.


بقلم: عبدالجليل الأنصاري

أحدث أقدم

نموذج الاتصال